Journey Down Memory

مرحباً
أعود إلى قریتي بعد أكثر من عشر سنوات أمضیتھا متنقلاً بین قرى الریف الشمالي للمحافظة ومركزھا، انتقالاً
لمدینة حلب ومن ثم ریف دمشق حیثُ أقیم حالیاً، قررت العودة لتوثیق ذاكرتي الطفولیّة التي لا أملك منھا شیئاً
. سوى الكلام عن ھذا المكان وذاك
تشتھر قریتي بإنتاجھا للفستق الحلبيّ فقط، وقد كانت خط اشتباك في الحرب لموقعھا الجغرافيّ المتمیز؛ حیث لا
. یفصلھا عن ریف إدلب سوء بضعة كیلومترات
أتقرب من الوصول فتظھر ملامح القریة للبعید باھتة؛ جمیع الجدران اختلطت ببعضھا أو تآكلت- إن صح
التعبیر- رئاحة الموت تنبعث من المنازل مع لفحات الھواء الشتوي البارد، أستقبل أول منزل في حارتي ، كتب
على بابه "رجال الموت" ممتزجاً بتحیّةٍ لزوّار بیت لله الحرام، یا لعجب ھذا التصادف! ألم یقرأ الذي كتب ھذه
العبارة ما بجانبھا؟! أم أنه قصد ذلك لیخلق الحیرة في التفكیر لدى زوار ذلك ال حي القریب من الأوتوستراد
الدولي على مدخل القرية؟

أجلس أمام جدتي بأرضٍ كانت تحتوي الأولاد والأحفاد، ولكن على ما یبدو بدأ الحمل یثقل فطردتھم واستقبلت مؤسسة ھذا المنزل فقط ، لم یكونوا بارين لھا على ما أعتقد بدا كل منھم في بلد ومكان مختلف عن الآخر ، لم یحتملوا خرابھا، فأنقذوا ما تبقى من أراھم في بلاد الفرص. حنیھا قررت توثیق كل ما أشاھده، لأشاركه مع الآخرین ، و أخبرھم عن منزلي وطفولتي وذاكرتي . اتنقلت لمنزلنا، و في كلّ خطوة أتذكر حدثاً؛منه السیئ ومنه المفرح مع كلّ خطوة توقفت في منتصفھا ألقط صورةً واحدة علّھا تخبركم قصتي دون التطرّق أكثر للكلام